استقبل مطار القاهرة الدولي اليوم (الثلاثاء) رحلة مصر للطيران رقم 830
القادمة من طرابلس وعلى متنها 260 راكبا مصريا عائدين من ليبيا بعد تدهور
الأوضاع هناك.
وقد أكد العائدون أن الأوضاع في ليبيا يشبه الحرب الأهلية من إطلاق
نيران وحرق المتاجر والشركات، ووجود بعض الجثث في الشوارع، مشيرين إلى أن
بعض المصريين والتونسيين هناك تعرضوا من بعض العناصر إلى عملية تخوين
تتهمهم بالتجسس والعمالة.
وقال أحد العائدين إن الوضع في مطار طرابلس لا يوصف؛ نظرا لتكدس الركاب من مختلف الجنسيات الراغبين في العودة إلى بلادهم.
وقال
عامل مصري يعمل في البناء: "لقد واجهنا صعوبات في عدد الطائرات المغادرة
من طرابلس.. ونطالب بتكثيف عدد الرحلات لنقل الجموع الغفيرة من المصريين
العالقين هناك".
وقال أحد الموظفين بشركات الشحن إنه سافر إلى
ليبيا منذ 3 أشهر ويعمل في منطقة غرغورة، وأشار إلى أنها منطقة قريبة من
أحد المناطق التي يقطن بها أقارب قائد الثورة الليبية العقيد معمر
القذافي، وأنها شهدت مظاهرات ملتهبة، كما أكد على أن هناك بعض الأفارقة
الذين يطلقون الأعيرة النارية على الجماهير.
ووصف مهندس بترول مصري
-عاد هو وزوجته وأولاده- الوضع هناك بأنه مأساوي، وذكر أنه كان يعمل هناك
منذ 7 سنوات وتمكن من الهرب عن طريق بعض المهندسين الليبيين، والوصول إلى
المطار تاركا أمتعته وأمواله وسيارته.
وأشار 4 شباب -يعملون في
مجال الحلاقة- إلى أنهم تركوا المحل الذي كانوا يستأجرونه منذ 3 سنوات وكل
متعلقاتهم واستطاعوا الوصول إلى المطار بصعوبة.. وقد ظلوا بالمطار لمدة
يومين حتى يستطيعوا العودة إلى مصر.
ووصف صيدلي -عاد هو وزوجته-
رحلة وصولهما إلى المطار قائلا: "إن الشوارع مليئة باللجان الشعبية ولكي
نصل إلى المطار اضطررنا إلى اللجوء إلى الشوارع الجانبية؛ لأن كل الطرق
الرئيسية مغلقة تماما، وعندما وصلنا إلى المطار كان هناك عدد ضخم من
المواطنين، وانتظرنا أكثر من 8 ساعات لكي نستطيع الوصول إلى المطار، وقد
شاهدنا مظاهرات مؤيدة للرئيس القذافي داخل المطار الذي ظللنا به لمدة
يومين، ونناشد المسؤولين المصريين تكثيف الرحلات إلى هناك لنقل المصريين
العالقين"..