من ابطال الصحابة
الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير بن العوام
فهو عبد الله ابوه الزبير بن العوام حواري النبي و احد العشرة المبشرين بالجنه و امه اسماء بنت ابو بكر الصديق ( ذات النطاقين ) و جده ابو بكر الصديق و جدته صفيه بنت عبد المطلب عمه الرسول صلي الله عليه و سلم و خالته ام المؤمنين عائشة و هي التي ربته في بيت النبوة و لهذا فهي تكني ام عبد الله فهذا نسبه
كانت ولادته فنحا فهو اول مولود ذكر يولد للمسلمين في المدينه لانه بعد الهجرة زعم يهود انهم سحروا المسلمين فلن يولد لهم مولود ذكر و استمر الامر قرابة الاربعة شهور كل المواليد اناث و الذكور تموت و قال المشركون للمسلمين " كفتكم يهود " فاول ما ولد سارت مظاهرة بقيادة ابا بكر الصديق الي الرسول يبشرونه باول مولود ذكر فاخذ الرسول صلي الله عليه و سلم تمرة و لاكها حتي الانها و القمه اياها
و في المدينه كان لا ينازع في ثلاث الشجاعة فلا يوجد من هو اشجع منه في المديته و العبادة فمن صغره كان لقبه حمامة المسجد و كان معروفا عنه انه اذا سجد حلقت فوقه الطيور الجارحة من كثرة سجوده و الفصاحة فكان اذا تحدث الهب المشاعر
و اذكر حادثتين من جملة حياته المليئة بالعلم و الجهاد و الورع احداها و هو صغير دون السبعة اعوام و الاخر عند وفاته لنتعرف منهم علي ملامح شخصية هذا البطل
الاولي كان صبي دون السبع او الثمانية اعوام و كان في بيت ام المؤمنين عائشه ( خالته ) و كان الرسول صلي الله عليه و سلم يحتجم ( اي يخرج الدم الفاسد من راسه ) و اخرج الدم في اناء و اعطاه لعبد الله ليلقيه خارجا و لما خرج ابن الزبير سأل نفسه عن اي مكان يصلح لان يرمي فيه دم سيد الخلق اجمعين فهل يليق بالقاؤه مع المخلفات او مثل هذا فهداه فكره الي ان يشرب الدم و بمجرد ان انتهي دخل سلمان الفارسي رضي الله عنه و كان يريد ان يلقي الرسول فشاهد عبد الله و بيده اناء و فيه اثار للدم فلم يهتم و بعدها دخل عبد الله علي الرسول صلي الله عليه و سلم و لا زال سلمان عنده فسأله الرسول صلي الله عليه و سلم أألقيته فرد نعم حيث لا يراه احد فسأل سلمان عن الامر فأخبره الرسول صلي الله عليه و سلم انه احتجم و اعطي الدم لعبد الله ليتخلص منه فقال سلمان ذاك الفتي شربه فسأله الرسول صلي الله عليه و سلم فرد نعم فقال الرسول صلي الله عليه و سلم ويل لك من الناس و يل للناس منك ثم اردف و الله لن تمسك النار الا فداء للقسم لقوله تعالي " و ان منكم الا واردها " و هي بشارة واضخة له بالجنة
و الاخر عند موته حيث ظل يقاتل جيش الحجاج بمفرده يوما كاملا من الصبح حتي قبيل المغرب واضعا الكعبة في ظهره و جاعلا جيش الحجاج امامه و من يقترب منه ضربه فورا فيصيب من يصيب و يقتل من يقتل و لا يستطيع احدهم ان ينال منه حتي امرهم الحجاج القاء الحجارة عليه من بعيد فاصابه حجر في راسه فشجها و مات علي اثرها و كان وقتها يبلغ من العمر كم هل تعرفون ؟ كان عمره ثلاث و سبعون عاما و كان بمثل هذه القوة و البأس
و ما لا يعرفه الكثير ان عبد الله بن الزبير بويع له بالخلافه منذ عام 63 هجرية بعد تنحي و موت معاوية بن يزيد بن معاوية بن ابي سفيان من كل الاقطار حتي بايعت له الشام بقيادة الحصين بن نمير و الضحاك بن قيس حتي اثار عبيد الله بن زياد بن ابيه ( قاتل الحسين ) الفتنة في جيش الضحاك مما ادي لانقسامه و دخول الشام في يد مراون بن الحكم مما اعطاه القوة لمحاربة بن الزبير حتي قتله حنود الحجاج كما اسلفنا تحت امرة عبد الملك بن مروان عام 73 هجرية
رحم الله عبد الله بن الزبير فقد اجتمعت له صفات نادرة و نسأل الله ان يتخذه هو و من مثله اطفالنا و شبابنا قدوة و نسأل الله العافية