بسم الله الرحمن الرحيم
"لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا فالظلم ترجع عقباه إلى الندم فاحذر بني من المظلوم دعوته كيلا تصبك سهام الليل في الظلم تنام عينك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم "
هذه المقالة ولأول مرة بعكس عنوانها وهي مهداة لمن يستحقها...
يعاني ويتذمر المواطن البسيط (الغلبان) في بعض المؤسسات من سوء معاملة ومماطلة، وانتقام بعض أصحاب الوظائف والصلاحيات والمراكز المرموقة (المنسلبة)، وهم لمزيد الأسف ينظرون إليه وكأنه جاهلا، وربما أميا لا يحسن التفكير. وعليك أيها المواطن أن تحييه من بعيد...تحترمه بقدر المستطاع، بل وتعبده وعليك ان تصمت ولا تتنهد كي لا تزعجه وتدعه يرشف فنجان الشاي تارة، والحديث المطول مع زوجته بخصوص وجبة الغداء وعلى حساب من؟ تارة أخرى يتصرف وكأنه خالق الكون وصانع تأشيرة الدخول إلى جنان النعيم، وإذا تجرأت لا سمح الله وأبديت رأيك او لم توافقه على ما يقول وتظاهرت بأنك مستاء من تصرفاته وخدماته الويل ويا علقتك ! وأصبحت في نظره عدوا مبينًا.
معظم الناس لا يريد البركة في أقوالهم ولا الحق في أجوافهم، لأن البركة ابنة الدموع والحق ابن الدماء. وبناء على ما تقدم ولاتساع هذه الظاهرة وتفشيها ومعاناتي شخصيا بهذه التجربة أوجه سهمي عبر زاويتي رماح بريئة الى هذه الشريحة من الناس الذين يتظاهرون بتقديم أفضل الخدمات قائلا:
فإذا أتاحت قدرتك على ظلم الناس، فيجدر ان تتذكر قدرة الله سبحانه وتعالى عليك فليس بك ان تتهاون وتساوم بحقوق الآخرين وتتعمد في ظلمهم والكف عن التحكم بالمحتاجين والضعفاء الشرفاء، الذين يسلكون الطريق المستقيم ويخافون الله ويعملون ليل نهار من اجل تأمين لقمة العيش لأطفالهم. فكف عن قطع أرزاقهم ولا
تسلب منهم النعمة وتنزع عنهم ابتسامتهم العفوية وكرامتهم ألا تعلم أن دار الظالم خراب حتى لو بعد حين ؟ ويشهد له قوله تعالى:
"فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا" النمل، آية 52
واعلم يا أخي انك غير حصين ومُؤمن، ولكل منا دوره ولاشيء يدوم وان مصيرك المحتوم مهما طال فسوف تُحال إلى العجز، وستصبح في المجتمع لا تساوي شيئا ومُهمل وسُيلقى بك في مزبلة التاريخ حيث مكانك الحقيقي.
فاصلح من وضعك، وكن عادلا وإنسانيا، فالعدل أساس الملك فيزيدك قوة وهيبة. وانهي بقول الشاعر :"أيها المظلوم صبرا لا تهن إن عين الله يقظى لا تنام"