ابتسم ياقلبى
قلبى ابتسم وكفى احزان ابتسم لليوم الجديد وكفى أحقاد أنظر لقطرات الندى على الورد بالصبح الجديد أجعل للحياة غراما وحبا ونقاء صفاء الوجد دائما على كل المحبين نسمات الصبح الجديد تنتظرك فأجعلها صداقات حبا وودا أنزع الاحقاد وأبتعد عن طريق الشواك لاتجعل العبوس يدمر أوتارك الجميل الربيع والخريف لهما جمال كانت بدايتى وأنا صغيرا أنظر للاشجار الخضراء واحب تغريد العصافير وهى تشدوا بأعشاشها كنت شابا صغيرا بقريتى المتواضعة وهى باقصى الجنوب بمصر وتابعة لمدينة الاقصر القابعة على بعد من جنوب مصر وكنت اذهب لمدرستى مع زملائى بالمدينة وهى تبعد عن قريتى بضع كيلو مترات وكنت اذهب بالقطار الساعة السابعة صباحا ونعود الساعة الثالثة مساء وكنت مفرط الخجل ومرهف الحساسية وكنت قرويا ولم اجرؤ على مشاركة اهل المدينة باى شئ ولكنى كنت مع القرويين فقط وبدأت الايام وانهيت دراستى المتوسطة وانتقلت للثانوية العامة بالمدينة لان قريتى لاتوجد بها أنا ذاك مدارس أعدادية ولا ثانوية ولكن كانت تلك المدارس بالمدينة وكنت أنتقل اليها كل يوم وأنتهت جميع مراحل تعليمى الاولى وأنتظرت خطاب مكتب التنسيق لكى أدرس بالجامعة وبعد فترة من الزمن كان ساعى البريد ينادى واعطانى خطاب مكتب التنسيق وكنت بغاية الفرح والأنبهار ولكن خالجنى احساسا كبيرا ما الذى ينتظرنى وأنا على ابواب الجامعة وكيف أكون مع مغتربنى من بلاد المحروسة من أقصى الجنوب الى العاصمة وهى بأرض الفسطاط التى تحضن مسجد عمر بن العاص وقلعة صلاح الدين الايوب ماذا افعل وسط تلك الامواج العاتية قدماى تسير بشوارع القاهرة مبانى شاهقة الارتفاع واجهات المحلات تزدان بكل شئ جسورا على نهر النيل اشياء لم اعرفها حاولت أن أصادق طلبة أبناء الصعيد لان تفكيرهم وتقاليدهم تتناسب معى لاننا أبناء عمومه وكان اليوم الأول بالجامعة كان عصيبا وخالجتنى أشياء خوفا وقلقا هل أعود للصعيد هل أتباعد عن الناس كلها ماذا أفعل صوت العصافير والاشجار والربيع وقطرات الندى والحقول الخضراء ومبانى قروية وشاطئ النيل وأصدقاء الطفوله وحوارى القرية كلها أشياء أمام خيالى ولكن لابد من الحياة الجديدة لابد من التأقلم بالوضع الجديد وتغيرت حياتى فى يوم ليلة حين بدأت أنطلق على سجيتى حاولت أن أدرس شخصيتى وأتلمس نواحى القوة ونواحى الضعف فيها ثم رحت احطم العادات المتزمتة التى اكتسبتها منذ نشأتى فبدأت أتخير من ألوان الثياب ما يلأمنى ويتفق مع الموضة الشائعة ورحت أسعى لا كتساب اصدقاء جدد وكان الخوف يملأنى كلما اضطررت الى الى لقاءهم ولكنى مع مرور الايام اكتسبت الشجاعة والثقة بالنفس وقد اقتضانى تحويل مجرى حياتى أمدا طويلا ولكنى اليوم أنعم بسعادة لم احلم بها قط ومازلت اليوم اوصى من اصغر منى سننا واقول لهم مهما يكن من الأمر انطلقوا دائما على سجيتكم
مع تحياتى
خاص بمنتدى علا القمر