تلك الإبتسامة ..
ذلك التفاؤل ..
و ذاك الأمل ..
إنها الحياة ..!
أرأيت أروع ممن يبتسم و في قلبه جبال من الآلام
القاسية ..
و العميقة ..
تحفر في الوجدان .. و الإحساس ..
تحاول أن تحطمه .. لكن لا تستطيع ..
حينما ترى جبروت الإبتسامة .. تعلو على محياه ..
ذلك القلب .. الذي داس على الجراح ..
بابتسامة .. تمحو الأحزان و تجبر الخواطر ..
لطالما .. بكى القلب .. و بكى الوجدان ..
بكت الروح .. و بكى الفؤاد
لكنهم من بعد البكاء و قفوا و استمروا
إنها الإبتسامة .. و نسيم التفاؤل ..
يحلق بين ترانيم القلب …
فيعزف أروع الألحان ..
على أوتار القلب الحساسة ..
فتزيدها تألقاً .. و فرحاً و حبوراً
و اصراراً و اقداماً و نورا
ما رأيكم .. إن رأيتم إنساناً
يحمل قلباً صافياً
و إحساساً دافقاً ..
و روعه فؤاد أخّاذ
أصاب هذا الإنسان .. كل ما تتصوره
من آلام ..هموم .. مشاكل و أحزان ..
فبكى ثم بكى ثم بكى ..
و لا نلومه ..
لأنه إنسان ..
لكنك تعجب من ابتسامته .. و اخفائه لآلامه ..
اعجب و لتعجب ..
ذلك هو الإنسان الذي مضى متفائلاً مبتسماً رغم الجروح و الآلام
رغم إنكسار الفؤاد ..
رغم الفراق ..
رغم تبدل الأحوال ..
فالحياة أخذ و عطاء ..
و من جُرح اليوم ..
سيشفى غداً ..
قم .. قم .. و خذني معك ..
و لنمضي في بناء أنفسنا ..
في اكتشاف قدراتنا ..
و في زرع التفاؤل و الإبتسام بين جوانب قلوبنا ..
نحن نتألم …
نحن نشقى ..
نحن نتعب ..
و نحن نطلق الآهات ..
و أهٍ ثم آه ..
لكننا لن نتوقف هنا .. سنمضي
إن شُفيت الجراح أو لم تشفى ..
سنمضي إن رضى الجميع ..
أو رغم أنف الجميع ..
لذلك .. ابتسم و دع الجرح يلتئم ..
ابتسم .. حتى و إن كنت تعتصر ألماً
ابتسم ..
بالألف أمل .
بالباء بستان من العطاء
بالتاء تفاؤل
بالسين سمو و اعتزاز
بالميم محبة و إخاء ..
ابتسم .. فلا شيئ يستحق منك ذرة من الحزن ..
أين تلك الهموم .. أين تلك الأحزان ..
بل أين تلك الآهات ..
أروني إياها ..
حتى تطأها قدماي بكل سرور ..
فهيا معي كفكف الدموع و لملمم الجراح ..
و انسى ما مضى و فات ..
أنت بطل لا تهزك الآهات ..
أنت قوي فلا تجعل نفسك ..
تنحني لهذه الدنيا شبراً واحداً ..
تفاؤل و كن واثقاً بالله .. بنفسك .. و بقدراتك ..
وابتسم ثم ابتسم ..
ودع الجرح ..يلتئم